اليوم سنتحدث عن يوهان غوته، أحد أبرز الأدباء الألمان على مر العصور. شهرة غوته ليست مستمدة فقط من إرثه الأدبي، بل أيضًا من وجود معهد غوته الثقافي الذي يمتد إلى أكثر من 80 دولة حول العالم ويضم 144 معهدًا. لقد أسهم غوته في الأدب من خلال مجموعة واسعة من الروايات والشعر والأعمال الفلسفية المتميزة.
وُلد يوهان غوته في عائلة تميزت باليسر، حيث كان جده خياطًا معروفًا وجدته تدير فندقًا كبيرًا في مدينة فرانكفورت. هذا السياق الاجتماعي أسهم في توفير تعليم متميز له، وكان الآباء يأملون أن يتولى غوته منصبًا مرموقًا في المجتمع الألماني. لنستكشف معًا حياة هذا الأديب المبدع في موسوعتنا.
محتويات
يوهان غوته
![يوهان غوته يوهان غوته](https://i2.wp.com/imgs.photo/يوهان-غوته.webp)
تميز يوهان غوته بشغفه الكبير في تعلم مجموعة متنوعة من العلوم، بدءًا من الرياضيات والفنون مثل الرسم والشعر، وصولاً إلى музыкى والطب والهندسة والحقوق والسياسة.
كان لديه موهبة استثنائية في تعلم اللغات، مما أهله لتعلم اللاتينية واليونانية والإيطالية والفرنسية والعبرية والإنجليزية. هذا التنوع اللغوي ساعده على الاطلاع على أدب وثقافات تلك اللغات، بالإضافة إلى اهتمامه بالأدب الصيني والعربي. ولذكائه وفضوله العلمي، تعمق في دراسة الفكر الإسلامي وعلوم النحو والصرف.
عمل غوته كأستاذ في علم التشريح وأظهر مهارة كبيرة فيه. وفي عام 1784، تعاون مع البروفيسور يوستوس كريستيان لودر في إجراء أبحاث علمية، أسفرت إحدى اكتشافاتهم عن تحديد عظمة الفك الوسطى في الجمجمة البشرية، والتي أثارت جدلًا كبيرًا في الأوساط العلمية آنذاك.
أقوال يوهان غوته
![أقوال يوهان غوته أقوال يوهان غوته](https://i2.wp.com/imgs.photo/أقوال-يوهان-غوته.webp)
إليكم بعض الاقتباسات الملهمة والمعروفة من كتاباته:
- يقول المثل: `إذا كنت صبورًا، فقد حققت إنجازًا كبيرًا`.
- في طبيعتنا، نصدق حتى الأمور الأكثر بعدًا عن التصديق، وعندما نتعمق في الذاكرة، فإن الخطر يلحق بمن يحاول محوها.
- الحب شعور جميل، ويحتاج فقط إلى شخص يعرف معنى الوفاء.
- الحرية تكمن في قدرتك على وضع حدود لنفسك.
- الثبات والقدرة على مواجهة التحديات يعززان من قوة الفرد.
فاوست غوته
![فاوست غوته فاوست غوته](https://i2.wp.com/imgs.photo/فاوست-غوته.webp)
تُعتبر مسرحية فاوست من أشهر أعمال غوته، ويصفها العديد من النقاد كواحدة من أهم أعمال الأدب الألماني على الإطلاق. نُشر الجزء الأول من المسرحية عام 1808، بينما جاء صدور الجزء الثاني في عام 1832 بعد وفاته.
تناقش المسرحية مجموعة من الظواهر الاجتماعية وتجارب النفس والطبيعة البشرية، بأسلوب فلسفي عميق.
إضافةً إلى فاوست، كتب غوته عدة مسرحيات شهيرة مثل `المتواطئون` و `كلافيجو` و `شتيلا` و `توركواتو تاسو`. كما ألف مجموعة من القصائد الجميلة مثل `بروميتيوس` و `المرثيات الرومانية` و `الأنساب المختارة`.
يوهان غوته والإسلام
![يوهان غوته والإسلام يوهان غوته والإسلام](https://i2.wp.com/imgs.photo/يوهان-غوته-والإسلام.webp)
اهتم يوهان غوته بدراسة الفكر الإسلامي والنحو، حتى أنه حفظ العديد من آيات القرآن الكريم. جاء هذا الاهتمام نتيجة لحبه للتعلم وانفتاحه على المعرفة، حيث فتح له الفيلسوف “هيردير” أبواب الأدب العربي والفكر الإسلامي. كان يؤمن بمشيئة الله ويقبلها.
أما بخصوص إن كان غوته مسلمًا أم لا، فهو موضوع يثير جدلاً واضحًا، ولكن لا توجد دليل تاريخي يثبت أو ينفي هذه المسألة.
توفي غوته عام 1832 عن عمر ناهز 82 عامًا إثر نوبة قلبية. ترك خلفه إرثًا ضخمًا من الكتب والقصائد. وإذا استعرضنا حياته الشخصية، نجد أن أول قصة حب عاشها كانت في كلية الحقوق مع فتاة تُدعى كاترين شونكويف، وقد تناولها في العديد من قصائده تحت اسم `أنيت`. وفي قصيدة `بمزاج المحبين`، تناول أسباب فراقه عنها. كما اعتنق غوته الفكر الصوفي لجزء كبير من حياته.